لماذا لم ينجح الواقع الافتراضي في جذب انتباهي

لقد حالفني الحظ حقًا في الحصول على Meta Quest 2 بسعر مُناسب بمجرد وصولها إلى الأسواق. في تلك الأشهر القليلة الأولى، كنت مهتمًا بالغوص في الواقع الافتراضي (VR) — لقد كان بكل سهولة أروع تقنية جربتها على الإطلاق.

لكن مع مرور الوقت، بدأ اهتمامي يتضاءل، حتى قبل أن أدرك ذلك، قُمت بإعطاء نظارة الواقع الافتراضي الخاصة بي لشخص آخر، على الرغم من أنه لم يكن قد مر حتى عام واحد على شرائها. أشعر أنَّ عالم الواقع الافتراضي مُثير للإعجاب بشكل لا يصدق، فرغم كل الإمكانيات والوعود التي يُقدمها لكنني لم أشعر بالحاجة إلى العودة. ربما مُستقبلًا. ولكن في الوقت الحالي، هناك عدة عوامل تجعلني أجد صعوبة في الاندماج مع هذا العالم الافتراضي. تحقق من إيجابيات وسلبيات استخدام الواقع الإفتراضي في التمارين الرياضية.

1. الواقع الافتراضي يُشعرني بالعزلة أكثر من الانغماس

بمجرد أن أرتدي نظارة الواقع الافتراضي، يبدو الأمر وكأنَّ جدارًا يتم بناؤه بيني وبين العالم الحقيقي. فجأةً، لا أستطيع أن أرى أو أسمع ما يحدث في الخارج، على الرغم من أنَّ جسدي لا يزال هناك. من المفترض أن يُساعدني هذا الشعور بالحرمان الحسي في الانغماس بشكل أعمق في البيئة الافتراضية.

ولكن من المفارقات أن هذا يجعلني أدرك تمامًا أنني مجرد شخص منفصل عن كل شيء من حولي في الوقت الحالي. الأمر أشبه بوضع سماعات إلغاء الضجيج في حفلة منزلية صاخبة — يُمكنني أن أرى الجميع يستمتعون، ومع ذلك فأنا منفصل عن كل الضوضاء والمحادثة المحيطة.

بالإضافة إلى ذلك، تميل العديد من تجارب الواقع الافتراضي إلى التركيز على الاستكشاف الفردي أو الأهداف الفردية، والتي يُمكن أن تعزز حقًا هذا الشعور بالعزلة. على عكس الألعاب التقليدية التي يمكنك لعبها مع أصدقائك أثناء الجلوس على الأريكة معًا أو عبر الإنترنت، يميل الواقع الافتراضي إلى أن يكون شيئًا فرديًا. حتى خيارات تعدد اللاعبين صعبة لأنَّ إعداد نظارات VR متعددة هو كابوس لوجستي.

يمكن أن تتلاشى حداثة الواقع الافتراضي بسرعة إذا لم تشارك التجربة مع الآخرين، خاصةً إذا كنت مثلي، الذي يُفضل الجانب الجماعي للترفيه. تحقق من أسباب افتقادي لفعاليات الألعاب المحلية (LAN) مع أصدقائي في الحياة الواقعية.

2. أجهزة الواقع الافتراضي مُرهقة للغاية

على الرغم من أنَّ Meta Quest 2 تعمل بشكل رائع بدون أي أسلاك وتبدو لطيفة، إلا أنَّ ارتدائها لفترة طويلة كان يُزعجني. إن التصميم الأمامي الثقيل يجهد رقبتي ووجهي، ويترك انبعاجات مؤقتة واحمرارًا بسبب الضغط.

مشكلة أخرى واجهتها هي مدى ارتفاع درجة الحرارة عند ارتداء Quest لفترات طويلة، وهو أمر منطقي تمامًا لأنها في الأساس عبارة عن كمبيوتر مربوط برأسك. يمكن أن تجعلك هذه الحرارة تتعرق، خاصةً في الأيام الأكثر دفئًا أو عندما تتحرك في الواقع الافتراضي.

النظافة المُرتبطة بالواقع الافتراضي هي بالتأكيد شيء أفكر فيه أيضًا. تستقر نظارات VR على وجهك مباشرة، وأحيانًا يرغب الأصدقاء في اللعب على نفس نظارة VR. كل هذا التلامس الجلدي بمرور الوقت يعني أنَّ العرق والزيوت والبكتيريا يمكن أن تتراكم، وهو أمر مُقزز جدًا عندما يتناوب الآخرون على استخدامها.

يُساعد التنظيف المنتظم وأقنعة الوجه التي تستخدم لمرة واحدة في التغلب على هذا العامل المزعج، لكنها تجعل تجربة الواقع الافتراضي بأكملها أكثر إزعاجًا.

في حين أنَّ أجهزة التحكم قد تعمل بشكل أفضل لبعض ألعاب الواقع الافتراضي مُقارنةً بلوحة الألعاب العادية، إلا أنها تُجهد يديك حقًا بمرور الوقت. على الرغم من أن عناصر التحكم Quest 2 مُصممة لتكون مريحة، إلا أنها لا تزال تتطلب منك الإمساك بها بإحكام وتحريكها كثيرًا. يؤدي هذا إلى إجهاد اليد إذا لعبت لفترة طويلة جدًا.

في بعض الأحيان، قد يبدو موضع حلقات التتبع والأزرار غريبًا بعض الشيء، خاصةً في الألعاب التي يتعين عليك فيها تحريك يديك بسرعة كبيرة أو بشكل مُتكرر. تحقق من مراجعة شاملة لـ Meta Quest 3: انغمس في عالم الواقع المُختلط.

3. أشعر بدوار الواقع الافتراضي

أحد أكبر الأشياء التي تمنعني من الدخول إلى الواقع الافتراضي هو مدى شعوري بعدم الراحة الجسدية عند استخدام نظارة الواقع الافتراضي. إنه ليس مجرد إزعاج بسيط — دوار الواقع الافتراضي، أو دوار الحركة كما يُسميه البعض، يؤثر حقًا على قدرتي على الاستمتاع بالتكنولوجيا.

يحدث دوار الواقع الافتراضي لأنَّ عينيك ترى شيئًا واحدًا في العالم الافتراضي، لكن أذنك الداخلية تشعر بشيء مختلف عن الحركة. يرسل هذا التباين إشارات متضاربة إلى دماغك، مما قد يؤدي إلى الغثيان وأعراض أخرى مثل الدوخة أو الصداع. في الحالات السيئة، ينتهي الأمر ببعض الأشخاص بالتقيؤ.

يمكن لبعض الأصدقاء ارتداء نظارة VR لساعات دون أي مشكلة. بالنسبة لي، على الرغم من ذلك، قد يستغرق الأمر بضع دقائق فقط قبل أن أشعر بالمرض. إنه لأمر مُحبط أن يتمكن البعض من التعامل مع الواقع الافتراضي بينما يكافح آخرون معه، مثلي. هذا التقسيم يعني أنَّ الواقع الافتراضي لا يُمكن للجميع الاستمتاع به بالكامل.

بالإضافة إلى ذلك، تختلف شدة الأعراض اعتمادًا على ما تفعله في الواقع الافتراضي. تميل الألعاب السريعة أو التجارب التي تحتوي على الكثير من الحركة إلى جعلني أشعر بالسوء. ونتيجة لذلك، فإن أنواع محتوى الواقع الافتراضي التي يمكنني استخدامها بشكل مريح محدودة. وهذا يقلل حقًا من مدى جاذبية الواقع الافتراضي للترفيه، في حالتي.

نصيحة: إذا كانت ألعاب الواقع الافتراضي تجعلك تشعر بالغثيان في بعض الأحيان، فتأكد من مراجعة نصائحنا حول تخفيف دوار الحركة عند استخدام الواقع الافتراضي.

4. لا تزال تكلفة الدخول مُرتفعة للغاية

تتراوح أسعار نظارات الواقع الافتراضي على نطاق واسع حقًا، من بضع مئات من الدولارات إلى آلاف الدولارات. على سبيل المثال، يمكن أن تكلف الموديلات المُتطورة مثل Apple Vision Pro (على الرغم من أنها نظارة للواقع المُختلط) ما يصل إلى 4000 دولار، اعتمادًا على التخزين أو الملحقات التي تختارها.

كما يجب أن تُفكر في Meta Quest 3، وهي واحدة من نظارات الواقع الافتراضي المُستقلة بأسعار معقولة، والتي يبلغ سعرها حوالي 500 دولار. مقابل هذا المبلغ، يُمكنك الحصول على PS5 لتشغيل كل عنوان رئيسي من فئة AAA سيصدر حرفيًا خلال نصف العقد القادم. لكن إنفاق هذا النوع من المال على Quest لا يبدو يستحق ذلك.

بالتأكيد، إنها مُستقلة ولا تحتاج إلى كمبيوتر، لكنها تحتوي على عدد قليل فقط من الألعاب من فئة AAA. كما أنَّ البطارية تُستنزف في غضون ساعات قليلة في أفضل الأحوال وتتطلب مني أن أكون أكثر نشاطًا من مجرد الجلوس على الأريكة ولعب PlayStation.

هناك أيضًا شيء يجب قوله عن معدات الواقع الافتراضي عالية الأداء مثل Valve Index (بسعر حوالي 1438 دولارًا) و HTC Vive Pro 2 (بسعر حوالي 1199 دولارًا)، والتي تتطلب كمبيوتر قويًا للألعاب للعمل بأقصى حد. وهذه مُخصصة فقط لنظارات VR — ستحتاج إلى إنفاق عدة مئات أو حتى آلاف أخرى للحصول على كمبيوتر جاهز للواقع الافتراضي لتشغيلها.

لذا، بين نظارة VR والجهاز، أصبح الواقع الافتراضي أكثر تكلفةً بالنسبة للمُستخدمين العاديين مثلي الذين يبحثون عن طريقة فعالة من حيث المال للاسترخاء والاستمتاع بالترفيه في المنزل. تحقق من مُقارنة بين Apple Vision Pro و Meta Quest 3: ما هي نظارة VR/AR الأفضل لاحتياجاتك؟

5. لا تزال الوسائط التقليدية والتجارب في العالم الحقيقي تُقدم المزيد

لا شيء يُضاهي حقًا تجربة العالم الحقيقي بكل حواسك. الواقع الافتراضي هذه الأيام مُذهل، لكنه لا يضاهي التجربة الحسية الكاملة التي تحصل عليها من التواجد في مكان ما بالفعل. مجرد المشي في الغابة، على سبيل المثال — ليس فقط ما تراه وتسمعه، بل أيضًا الشعور بالأرض تحت قدميك، واستنشاق رائحة الأرض المُنعشة، وملاحظة التغييرات الصغيرة في درجة الحرارة أو الرياح.

كل هذه الأشياء مُجتمعة تخلق ذكريات تبقى معك أكثر بكثير من أي شيء افتراضي.

الجانب الاجتماعي للأنشطة في العالم الحقيقي مُهم أيضًا. الذهاب لمشاهدة مسرحية مباشرة، على سبيل المثال، يخلق هذه الطاقة المُشتركة بين الجمهور والفنانين والتي يصعب إعادة إنشائها باستخدام الواقع الافتراضي وحده. إنَّ سماع حشد كامل من الناس يلهثون أو يضحكون أو يصمتون معًا يُضيف طبقات إضافية من المعنى والشعور إلى التجربة التي يصعب نقلها باستخدام الواقع الافتراضي وحده.

كما أن عدم القدرة على التنبؤ بالحياة الواقعية غالبًا ما يؤدي إلى أكثر لحظاتها إثارة للاهتمام، مثل بدء محادثة عشوائية في معرض فني أو العثور على مكان رائع أثناء التجول في مدينة جديدة. لا يمكن للواقع الافتراضي المُخطط له بعناية أن يوفر مثل هذه الأنواع من الاكتشافات المدهشة التي يمكن أن تغير وجهة نظرك حقًا. تميل تلك اللحظات غير المخطط لها إلى أن تكون أكثر ما أتذكره. يُمكنك الإطلاع الآن على استخدام الواقع الافتراضي في التدريب المهني: كيف يُمكن تعزيز مهاراتك وثقتك بنفسك.